Site icon تِك راوي – التكنولوجيا للجميع

لماذا تُنفق «فيسبوك» مليارات الدولارات على «ميتافيرس»؟

في 28 يوليو الماضي قال مارك زوكربرغ مؤسس «فيسبوك» خلال الإعلان عن نتائج الشركة أن الهدف الأكبر من كافة مبادرات الشركة في المستقبل سيكون التحول من مجرد شركة للتواصل الاجتماعي إلى إحياء «ميتافيرس» Metaverse أو «العالم الموازي»، الأمر الذي أطلق مجموعة جديدة من التحليلات لتحديد ماهية هذا العالم الذي تنصهر فيه الحدود الفاصلة بين العالمين الحقيقي والافتراضي، وتفسير ما قصده مؤسس أكبر شركة للتواصل الاجتماعي في العالم.

وتتكون كلمة «ميتافيرس» من كلمة Meta وتعني «موازي» أو «متغّير» وكلمة Verse ويقصد بها هما العالم أو الكون نسبة إلى Universe وتعني «الكون». ويعتبر الكاتب نيل ستيفنسون أول من استخدم عبارة «ميتافيرس» وكان ذلك في رواية الخيال العلمي «تحطم جليدي» التي نشرت في العام 1992، وأبطالها أناس يقطنون ويعملون في مدن افتراضية بالكامل تشبه العالم الواقعي إلى حد بعيد. ويعتبر الكثيرون هذه الرواية أساس فيلم «ريدي بلاير ون» للمخرج الأمريكي «ستيفن سبيلبيرغ» في 2011 حيث يهرب الناس من واقعهم المرير إلى نظاراتهم الافتراضية ليعيشوا حياة موازية يتفاعلون فيها افتراضياً مع باقي البشر.

ويستخدم المصطلح اليوم لوصف مفهوم أو النموذج الذي ستؤول إليه الإنترنت في المستقبل. ويتداخل في عالم زوكربرغ الجديد هذا العالم الوقعي بالعالمين المعزز والافتراضي في مساحة افتراضية «على الإنترنت» وقابلة للمشاركة.

فمعظم الناس اليوم لديهم وجود في الواقع وكذلك في العالم الافتراضي، وسيكون العالم الموازي المكان حيث يتقارب البشر من بعضهم بماهية جديدة. وأضاف زوكربرغ: «العالم الموازي» هو بيئة افتراضية حيث يمكن للناس أن يكونوا حاضرين في الفضاء الرقمي. يمكنكم التفكير بهذه البيئة كإنترنت مجسدة يمكن العيش فيها أكثر من مجرد النظر لها. نعتقد أنها ستكون وريث الإنترنت المتنقل»، أي أن الناس ستكون قادرة على اختيار الهيئة أو الشكل الذي تريده والتواجد افتراضياً مع آخرين في المكتب أو المقهى أو غير ذلك من خلال نظاراتهم الافتراضية التي تعتبر الركن الأساسي لهذا العالم الغريب.

وفي 2014 استحوذت فيسبوك على شركة نظارات الواقع الافتراضي «أوكيولوس» بصفقة بلغت 2 مليار دولار. وأكّد زوكربرغ أن فيسبوك ستستمر في بيع النظاارت بأرخص سعر ممكن والتركيز على جني الأرباح من خلال التجارة والإعلان من خلال «ميتافيرس».

وتشير التقديرات إلى أن فيسبوك تنفق حوالي 5 مليارات دولار سنوياً على تطوير «ميتافيرس». ومنذ مارس الماضي فإن خمس إجمالي موظفي فيسبوك في منخرطون بمبادرات الشركة الخاصة بالواقع الافتراضي والمعزّز وعلى رأسها «ميتافيرس».

كما نقلت وكالة «فرانس برس» أمس أنباء عن استقالة مايك شروبفر مدير التكنولوجيا في فيسبوك، الذي يعتبر عرّاب الذكاء الاصطناعي في الشركة، واستبداله بأندرو بوسوورث الذي يقود حالياً مختبر الواقع الافتراضي حيث تقام تجارب على «ميتافيرس».

ويتوقع خبراء أن يكون عالم زوكربرغ الموازي العربة الجديدة التي ستتسابق شركات التكنولوجيا للقفز عليها، بالرغم من أن «ميتافيرس» قد يستغرق سنوات قبل أن يرى النور. حيث بدأت شركات مثل «مايكروسوفت» و«إنفيديا» و«إيبك غيمز» بالفعل باستكشاف الفرص التي يحملها هذا العالم، فيما يرجح خبراء أن يواجه زوكربرغ مقاومة من باقي الخمسة الكبار (أمازون، مايكروسوفت، آبل، جوجل) بخصوص حصصهم في هذا العالم، وإن كانت فيسبوك ستكون المستفيد الأكبر مستفيدة من مستخدميها الذين يصل عددهم اليوم إلى 3.5 مليار نسمة على الأقل.

ويقوم أندرو بوسوورث المسمى «بوز» بالإشراف حالياً على مختبر «فيسبوك ريالتي لابز» الذي يدير تقنيات الواقع المعزز في فيسبوك. وفي يوليو الماضي أولى زوكربرغ إلى بوسوورث إدارة فريق «ميتافيرس».

ودفعت جائحة «كوفيد-19» الناس في معظم أنحاء العالم وبشكل غير مسبوق إلى «التمسمر» أمام شاشات الهواتف والحواسيب التي شهدت أكبر نمو لها منذ 2010.

وارتفعت شحنات أجهزة الحاسب الشخصية بفضل الطلب المرتبط بالجائحة. وتقدر شركة أبحاث السوق «آي دي سي» IDC  أن شحنات أجهزة الحاسب الشخصية وصلت إلى 302 مليون شحنة في عام 2020، بزيادة قدرها 13.1% على أساس سنوي.

Exit mobile version