ألقى نقص إمدادات أشباه الموصلات semi-conductors بظلاله على إنتاج شركة آبل من هواتف آيفون 13 التي كانت أطلقتها في 14 سبتمبر الماضي.
وقالت آبل في بيان لها أمس إنها قد تخفض انتاج هواتف آيفون 13 بمقدار 10 ملايين جهاز عما كان مقرراً انتاجه في 2021 وذلك بسبب استمرار النقص في إمدادات أشباه الموصلات التي تدحل في غالبية الصناعات ومنها الهواتف والأجهزة الذكية.
وذكرت وكالة بلومبرج إن موردي آبل ومنهم «برودكوم» Broadcom و«تكساس انسترومنتس» Texas Instruments غير قادرين على توفير الكميات اللازمة من مكونات هواتف آيفون الجديدة، ما اضطر شركة آبل إلى أن تطلب خفض مكونات أخرى من سلسلة الإمداد الخاصة.
وتراجعت أسهم آبل الثلاثاء بنسبة 1.2% ، مما يعكس انخفاضات أوسع في سوق الأسهم الأمريكية وفي آسيا خاصةً بسبب المخاوف من أن يؤدي التأثير المستمر لجائحة «كوفيد-19» ومشاكل سلسلة التوريد إلى تضخم متفشي ويعيق النمو.
وتوقعت آبل في يوليو تباطؤ نمو إيراداتها وقالت إن نقص الرقائق الذي بدأ يضر بقدرتها على بيع أجهزة «ماك» Mac و«أيباد» iPad ، سيعوق أيضًا إنتاج آيفون.
وذكر مسؤولون في البيت الأبيض الثلاثاء إن المستهلكين الأمريكيين، الذين لم يعتادوا على العثور على سلع غير متوفرة ، قد يحتاجون إلى «التحلي بالمرونة والصبر» في إشارة إلى استمرار النقص في أشباه الموصلات.
وقال مسؤول كبير بالبيت الأبيض لرويترز ردا على سؤال بشأن التسوق في العطلات: «ستكون هناك أشياء لن يستطيع الناس الحصول عليها في موسم عيد الميلاد».
ويؤثر النقص في رقائق أشباه الموصلات في هذه الآونة على معظم عمالقة الصناعات التكنولوجية ومصنعي السيارات من واشنطن إلى بروكسل وبكين.
وقالت شركة صناعة السيارات الألمانية الفاخرة «بي إم دبليو، في ميونخ الأسبوع الماضي، إنه من المرجح أن يظل وضع الإمدادات صعباً، ومن ثم فإنه «لا يمكن استبعاد التأثيرات على المبيعات خلال الأشهر المقبلة». وتجدر الإشارة إلى أن الشركة تصنع السيارات التي تحمل علامتها التجارية إلى جانب كل من «ميني» و«رولز-رويس».
وتتكون أشباه الموصلات من مجموعة متنوعة من العناصر والمركبات وتمتلك قدرة متوسطة على توصيل الكهرباء، منها السيليكون والجرمانيوم وكبريتيد الرصاص وفوسفيد الإنديوم. وتمتاز بكفاءتها في مجال الطاقة وانخفاض أسعارها لذلك فهي تستخدم على نطاق واسع في مجال صناعة الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك الديودات والترانزستورات والدوائر المتكاملة.
وتعتبر صناعة أشباه الموصلات من الصناعات الصعبة والمكلفة حيث تحتاج أشباه الموصلات لعدد من السنوات لبناء منشآت التصنيع تكلف مليارات الدولارات وحتى مع هذا تعد اقتصاديات تصنيع أشباه الموصلات قاسية حيث يمكن أن تخسر لو كانت خبرات التصنيع متأخرة وإن بجزء بسيط عن المتنافسين.
وتُستخدم أشباه الموصلات في الكثير من الصناعات مثل مستشعرات درجة الحرارة وبعض قطع الطابعات ثلاثية الأبعاد والرقائق الدقيقة التي تدخل في المركبات ذاتية القيادة والسيارت والطائرات والأجهزة الإلكترونية كالآلات الحاسبة ولوحات الطاقة الشمسية وأجهزة الكمبيوتر والمفاتيح الكهربائية.