أعلن مارك زوكربيرغ مؤسس «فيسبوك» عن تغيير اسم موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في العالم إلى «ميتا» Meta وتعني «ما وراء» باليونانية، ما يعكس جدية زوكربيرغ في المضي قدماً في تطوير عالم «ميتافيرس» الافتراضي الذي سيكون للمرء فيه ثلاث شخصيات: افتراضية ورقمية وحقيقية.
وقال مؤسس «فيسبوك» أن ميتافيرس سيغير طريقة العمل والتواصل والترفيه متوقعاً أن يصل عدد المشتركين مليار شخص نسمة خلال السنوات العشر المقبلة، مشيراً إلى أن المطورين وصانعي المحتوى سيشكلان القوة الرئيسية وراء هذا العالم الافتراضي الذي استثمر فيه زوكربيرغ حتى الآن مليارات الدولارات.
ولفت زوكربيرغ خلال مؤتمر فيسبوك «كونيكت» إلى أن ميتافيرس سيؤسس لاقتصاد المطورين وصانعي المحتوى ويسمح لهم بتوليد عوائد من الأنشطة التجارية المختلفة التي قال إنها ستفتح العديد من الفرص، مشيراً إلى أن العديد من مكونات الواقع الافتراضي ستكون جزء من الواقع خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأضاف أن الشركة ستستثمر 150 مليون دولار لتدريب المطورين على تطوير تطبيقات ميتافيرس وتطوير «منهاج» لتعلم سبل تطوير تطبيقات جديدة لهذا العالم.
وأعلن عن استعداده للتعاون مع أي مؤسسة أو شخص لتطوير أدوات هذا العالم الذي وصفه بـ«وريث الانترنت المتنقل» مثل تقنيات استخدام الأيدي بشكل افتراضي والصوت وتعابير الوجه والإسقاط بالهولوغرام مشيراً إلى أن الشركة ستفتح «واجهة برمجة التطبيقات» لتطوير تطبيقات واقع افتراضي خاصة بمناطقهم الجغرافية لخلق تجارب سياحية وغيرها ولفت إلى أن ميتافيرس لن “يقلل الوقت الذي نمضيه على الإنترنت بل سيغير من طريقة تمضيتنا هذا الوقت».
«بريزنس»
وأضاف أن الشركة ستطلق منصة «بريزنس» Presence وهي طريقة جديدة للمطورين لإنشاء تجارب واقع مختلط تعمل من خلال نظارة الواقع الافتراضي “أوكيولوس”، مشيراً إلى أن المنصة ستتضمن مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي للمطورين تجعل تجربة الواقع المختلط غامرة بشكل أكبر وتساعد على الجمع بين العالم الافتراضي والواقع المادي.
وبالرغم من تأكيد زوكربيرغ أن ميتافيرس هو «بداية جديدة» و«النسخة التالية من الإنترنت» إلا أنه لم ينسى الإشارة إلى أن ميتافيرس سيحوي «سوق إعلانات» سعياً لـ«خفض التكلفة على المطورين» حسب قوله، مشيراً إلى أن الشركة تدرس تطوير أنماط جديدة من امتلاك الأصول في ميتافيرس مثل الأصول الرقمية غير القابلة للاستبدال NFT وغيرها، وأنه سيكون بإمكان المرء تحول العديد من الأشياء الحقيقية إلى افتراضية داخل ميتافيرس من خلال نظارات الواقع الافتراضي والمعزز.
وأشار إلى أن ميتافيرس سيغير من طريقة تواصل الناس ببعضها. وأضاف: «تخيل أن ترتدي النظارات الافتراضية وتنتقل بشكل سريع إلى بيئة مختلفة كلياً تتواصل عبرها مع الأصدقاء من خلال تجربة غامرة تشعر فيها بتعابير وجوههم من خلال اختيار شخصية افتراضية «آفاتار» Avatar يمكن تغييرها بحسب المناسبة التي يعيشها الشخص. والانتقال بشكل افتراضي إلى أماكن مختلفة Teleport داخل ميتافيرس.
وأشار إلى ميتافيرس سيغير من بيئة العمل والتعلم حيث سيتمكن المرء من العمل في أي بيئة افتراضية من خياره تمكنه من “التركيز على المهام المنوطة به”. وسيكون بوسع الشخص التنقل Teleport من خلال مناطق أسماها «هورايزون» أو أفق تحمل أسماء «هوم» أو المنزل، وأفق تحمل اسم «مكان العمل» workspace وأفق «العالم»، وأفق «السوق». ملمحاً إلى أن «ميتا» ستوفر «عوائد جيدة للمطورين في هذا العالم».