اخترنا لكم

الذكاء الاصطناعي حيادي تجاه الحب والكراهية

تِك راوي - 1 مايو 2022
الذكاء الاصطناعي
مصدر الصورة -
هل سيتمكّن الذكاء الاصطناعي من تطوير ذكاء خارق يفوق قدرة وذكاء البشر؟

دراسة «معهد مستقبل الحياة» لا تتوقع فعل الذكاء الاصطناعي للخير أو الشر بشكل تلقائي

وضعت التطورات الحديثة في علوم الحوسبة البشرية على عتبة نقطة تحول فريدة في تاريخها. فقريبًا من المحتمل أن نعهد بإدارة بيئتنا، واقتصادنا، وأمننا، وبنيتنا التحتية، وإنتاجنا من الغذاء، ورعايتنا الصحية، إلى أنظمة كمبيوتر ذكية اصطناعيًا، وذلك وفق دراسة حديثة لجامعة ستانفورد الأمريكية.

وتشير دراسة حديثة أخرى لمعهد مستقبل الحياة – وهو منظمة بحثية وتوعية تأسست في مدينة بوسطن الأمريكية في 2014 بهدف دراسة المخاطر الوجودية للذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تهدد البشرية، إلى أنه من غير المرجح أن يظهر الذكاء الاصطناعي مشاعر إنسانية مثل الحب أو الكراهية، وأنه لا يوجد سبب لتوقع أن يتعمد الذكاء الاصطناعي الخير أو الشر بشكل تلقائي.

سيناريوهان

ورجّح الخبراء في المعهد سيناريوهين يمكن من خلالهما أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى خطر داهم: ويتمثل السيناريو الأول في أن يقوم البشر ببرمجة الذكاء الاصطناعي للقيام بشيء مدمر، مثل الأسلحة “المستقلة” أو الذاتية وهي أنظمة ذكاء اصطناعي مبرمجة للقتل وقادرة على أن تُحدث بسهولة إصابات جماعية في يد الشخص الخطأ. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي عن غير قصد إلى حرب ذكاء اصطناعي تؤدي أيضًا إلى خسائر جسيمة. ولتجنب «الخسارة» أمام الطرف الآخر، يمكن تصميم تلك الأسلحة بحيث يكون من الصعب للغاية “إيقافها” ويمكن للبشر بالتالي أن يفقدوا بكل سهولة السيطرة في ذلك الموقف. هذا الخطر موجود حتى مع الذكاء الاصطناعي “الضيق” – أو المحدود، ولكنه ينمو مع زيادة مستويات الذكاء الاصطناعي والاستقلالية.

وأما السيناريو المخيف الآخر فيتمثل في برمجة الذكاء الاصطناعي للقيام بشيء مفيد، لكنه قد يقوم بتطوير طريقة مدمرة لتحقيق هدفه، وهو ما يمكن أن يحدث هذا عندما نفشل في مواءمة أهداف الذكاء الاصطناعي تمامًا مع أهدافنا، وهو ما يعتبر أمر صعب للغاية. فمثلاً، إذا طلبت من سيارة ذكية مطيعة أن تأخذك إلى المطار في أسرع وقت ممكن، فقد تصل في “أسرع وقت ممكن” ولكن ستصل بمطاردة مروحيات الشرطة وربما مغمى عليك من السرعة. فالسيارة لم تفعل “ما تريده” – وهو الوصول بشكل آمن على الأقل – ولكنها فعلت ما طلبته حرفيًا –وهو إيصالك مهما كلّف الثمن! وبشكل مماثل، إذا ما تم تكليف نظام فائق الذكاء بمشروع هندسة جيولوجية طموح، فقد يتسبب ذلك في إحداث فوضى في نظامنا البيئي كأثر جانبي، وينظر إلى المحاولات البشرية لإيقافه على أنها “تهديد” يجب مواجهته.

خيال علمي؟

ولطالما كان يُنظر إلى فكرة أن تطور الذكاء الاصطناعي إلى ذكاء “خارق” يفوق ذكاء البشر ويتحكم بهم على أنه مجرد “خيال علمي” بعيد المنال. ولكن تمكن الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس الماضية من تحقيق اختراقات كانت تعتبر على أنها على بعد عقود عديدة.

ومنذ ذلك الوقت، أعرب الراحل ستيفن هوكينج، وإيلون ماسك، وستيف وزنياك، وبيل جيتس، والعديد من الأسماء الكبيرة الأخرى في العلوم والتكنولوجيا عن قلقهم في وسائل الإعلام وعبر رسائل مفتوحة حيال المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، والتي انضم إليها العديد من الباحثين البارزين في هذا المجال الذي من المتوقع أن يصل حجم استثماراته عالمياَ إلى 110 مليار دولار بحلول عام 2024 وفقًا لمؤسسة “آي دي سي” IDC، فيما زاد انتشاره في الشركات في الشرق الأوسط من 45% في 2020 إلى 57% العام الماضي في نشاط واحد على الأقل مع توقع استمرار تسارع وتيرة تبني هذه التقنيات. فهل سنكون نحن من يرسم واقع ومستقبل أنظمة الذكاء الاصطناعي أم العكس؟

Move to top