هل يوجد في منزلك منظم ذكي للحرارة أو ترتدي ساعة ذكية أو لديك مساعد صوتي؟ إذا كان الجواب نعم فأنت جزء من إنترنت الأشياء، أوIoT التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا.
يقوم مفهوم أجهزة إنترنت الأشياء على استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات لربط العالمين الرقمي والمادي. حيث يتم ذلك من خلال تزويد الأشياء المادية بـ(1): مستشعرات sensor – لمراقبة عدد من الأشياء مثل درجة الحرارة وحركة الأجسام أو أي تغير في البيئة المحيطة، و(2): مشغلات actuator في الأذرع الآلية أوالمشغلات الميكانيكية أو المحركات وغيرها والتي تستقبل إشارات من أجهزة الاستشعار ثم تتحرك أو تقوم بشيء ما استجابة لتلك التغييرات.
ويتم التواصل بين المستشعرات والمشغلات من جهة وبين أنظمة للحوسبة يمكنها مراقبة أو إدارة صحة وإجراءات الكائنات والآلات المتصلة وذلك عبر شبكات سلكية مثل الإيثرنت، أو لاسلكية مثل شبكات الواي فاي والخليوي.
ويوفر الاتصال المستمر الذي تتيحه إنترنت الأشياء، إلى جانب البيانات والتحليلات الناتجة عن ذلك الاتصال، فرص جديدة للشركات لابتكار منتجات وخدمات، فضلاً عن زيادة كفاءة العمليات. في الواقع، تعتبر إنترنت الأشياء أحد أهم الاتجاهات في التحول الرقمي للأعمال والاقتصاد منذ عام 2010.
ما هي بعض تطبيقات إنترنت الأشياء؟
تستخدم الشركات اليوم إنترنت الأشياء لتحقيق عدد من الأهداف مثل خلق نماذج أعمال وإيرادات جديدة، أو تحسين عملية اتخاذ القرار من خلال رؤى مستندة إلى بيانات إنترنت الأشياء، وزيادة الإنتاجية وكفاءة العمليات، بالإضافة إلى تعزيز تجربة العملاء. ويساعد فهم تطبيقات إنترنت الأشياء، أو حالات استخدامها في تحديد ماهية هذه التقنية الناشئة:
صحة الإنسان: يمكن توصيل أجهزة إنترنت الأشياء القابلة للارتداء – أو حتى الابتلاع – بجسم الإنسان بهدف مراقبة أداء الصحة أو المساعدة في إدارة الأمراض مثل السكري، وغيرها.
المنزل: يمكن لأصحاب المنازل تثبيت أجهزة مثل المساعدات الصوتية في المنزل أو المكانس الآلية وأنظمة الأمان.
بيئات البيع بالتجزئة: يمكن تثبيت الأجهزة في المتاجر والبنوك والمطاعم والساحات لتسهيل عملية الدفع الذاتي أو تمديد العروض داخل المتجر أو المساعدة في إدارة المخزون.
المكاتب: يمكن الاستفادة من تطبيقات إنترنت الأشياء في إدارة استهلاك الطاقة في المكاتب أو أمن المباني.
بيئات العمل التقليدية: يهدف استخدام إنترنت الأشياء في المصانع أو المستشفيات أو المزارع، إلى تحسين كفاءات التشغيل أو تحسين استخدام المعدات والمخزون.
بيئات العمل المخصصة: يستفاد اليوم من أجهزة إنترنت الأشياء في الصيانة التنبؤية أو إدارة إجراءات الأمن والسلامة في صناعات عدة مثل المناجم والإنشاءات واستكشاف وإنتاج النفط والغاز.
المركبات: يمكن أن تساعد إنترنت الأشياء في صيانة أو تصميم السيارات والشاحنات والسفن والطائرات والقطارات.
المدن: يمكن استخدام تطبيقات إنترنت الأشياء للتحكم في حركة المرور أو العدادات الذكية أو مراقبة البيئة أو إدارة الموارد.
ما هو الأثر الاقتصادي لإنترنت الأشياء؟
تتوقع “ماكينزي” أن يصل حجم التأثير الاقتصادي لإنترنت الأشياء إلى 12.6 تريليون دولار عالمياً بحلول 2030، بما في ذلك القيمة التي يمكن أن تحققها منتجات وخدمات إنترنت الأشياء للمستهلكين والعملاء.
وتختلف القيمة الاقتصادية المحتملة لإنترنت الأشياء وفقاً للأجهزة والاستخدامات، حيث تمثل إنترنت الأشياء الخاصة بالمصانع وصحة الإنسان حصصًا ضخمة من هذا الإجمالي. حيث يتوقع أن يصل حجم سوق أجهزة إنترنت الأشياء للمصانع من 1.4 تريليون دولار إلى 3.3 تريليون دولار بحلول عام 2030، أو ما يزيد قليلاً عن ربع إجمالي القيمة المحتملة. كما يمكن أن يصل التأثير الاقتصادي لإنترنت الأشياء الخاصة المخصصة لصحة الإنسان إلى حوالي 14% من إجمالي القيمة المقدرة.
ما هي منصات إنترنت الأشياء؟
للحصول على القيمة من إنترنت الأشياء، من المفيد أن يكون لديك نظام أساسي لإنشاء التطبيقات وإدارتها وتشغيل التحليلات وتخزين بياناتك وتأمينها. وبشكل أساسي، تقوم هذه الأنظمة بالعديد من الأشياء في الخلفية لجعل الحياة أسهل وأقل تكلفة للمطورين والمديرين والمستخدمين – وبنفس الطريقة التي يعمل بها نظام تشغيل الكمبيوتر.
وتدير منصة إنترنت الأشياء اتصال الأجهزة وتسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات برمجية جديدة للهاتف المحمول. وهي تسهل جمع البيانات من الأجهزة.
حيث تعالج تلك المنصات مشاكل الاتصال واستخراج البيانات من العديد من نقاط الاستخدام النهائية المختلفة، وتربط المكونات المختلفة مما يضمن تدفقًا غير متقطع للاتصال بين الأجهزة من خلال التأكد من تثبيت إنترنت الأشياء في مواقع ملائمة لضمان استمرار الاتصال بالشبكة. ومن أمثلة المنصات، “كيريوسيتي” من “سبرينت” و”جاسبر” من “سيسكو” و”بيليون” من “آرم”.
إذا كنت تحاول اختيار منصة لإنترنت الأشياء، فعليك مراعاة خمس خصائص رئيسية:
بيئة التطبيقات: هل يمكن للمنصة تطوير واختبار وصيانة تطبيقات متعددة؟ هل يمكنها الاتصال بسهولة بالتطبيقات التي تستخدمها شركتك بالفعل، مثل برامج تخطيط موارد المؤسسة على سبيل المثال؟
إدارة البيانات: من الضروري فهم ما إذا بإمكان المنصة هيكلة مجموعات بيانات متعددة غير مألوفة والربط فيما بينها.
ملكية البنية التحتية السحابية: هل يمتلك مزود البنية التحتية ويدير مراكز البيانات الخاصة به؟ وما هي السحابة المستخدمة في المنصة حيث سيتم تخزين بيانات أجهزة إنترنت الأشياء الخاصة بي؟
أمن البيانات: ما هي قدرة المصادقة والتشفير والمراقبة التجارية في المنصة، وهل هي متميزة؟
الحوسبة الطرفية: هل يمكن للمنصة إجراء تحليلات متطورة، دون جلب البيانات أولاً إلى السحابة؟ وهل يمكن إعداد المنصة بسهولة للتحكم في البيانات دون تدخل بشري؟