قلصّت الشركة الأم لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» قوتها العاملة بنسبة 13% وجمدّت عمليات التوظيف حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل
قامت مجموعة «ميتا» الشركة الأمّ لــ«فيسبوك» و«انستغرام» أمس الثلاثاء بتسريح أكثر من 11,000 أو 13% من إجمالي الموظفين العاملين لديها في أكبر عملية خفض للوظائف في تاريخ الشركة، التي ذكرت إنها ستوقم بتجميد عمليات التوظيف حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل.
وذكر رئيس المجموعة مارك زاكربرغ في رسالة إلى الموظفين: «أريد أن أتحمل المسؤولية عن هذه القرارات وكيف وصلنا إلى هنا. أعلم أن هذا صعب على الجميع، وأنا آسف بشكل خاص لجميع من تأثر بهذا القرار».
ومنذ تأسيسها في 2004، قامت «فيسبوك» برفع عدد موظفيها بانتظام ليبلغ مجموعهم نهاية سبتمبر الماضي 87,314 موظف.
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فقد اجتمع زاكربرغ مع عدد من المدراء التنفيذيين لمناقشة تسريح العمال. وقال أحد الحضور للصحيفة أن شخص كان حاضرا إن «زاكربرغ تحمل مسؤولية تسريح الموظفين، قائلا إن شركته توسعت بسرعة كبيرة». وقامت «ميتا» كذلك بإلغاء خطط سفر الموظفين لضمان تواجدهم للاجتماع مع المدراء، في حالة تأثر فريقهم بعمليات التسريح.
وبذلك تكون «ميتا» اتبعت خطى شركات عدة في مجال التكنولوجيا في إطار الأزمة الاقتصادي، بعدما فقدت أسهم الشركة 70% من قيمتها هذا العام، مما أجبرها على إيقاف عمليات التوظيف فيها، بحسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».
توقعات قاتمة
ويأتي ذلك وسط توقعات قاتمة بشأن الأداء الضعيف وزيادة التكاليف العام المقبل بشكل كبير، مما سيؤدي إلى تداعي قيمة أسهم الشركة بحجم يبلغ 67 مليار دولار، ليضاف إلى أكثر من نصف تريليون دولار خسرتها قيمة الأسهم هذا العام.
وأشار رئيس المجموعة مارك زاكربرغ أثناء نشر أحدث النتائج الفصلية المخيّبة للآمال مؤخراً، إلى أن «عدد الموظفين في الشركة لا ينبغي أن يرتفع بحلول نهاية العام 2023، حتى أنه يجب أن يتراجع قليلاً».
وأعلنت مجموعتان في سيليكون فالي هما «سترايب» و«ليفت» الخميس الماضي، تسريح عدد كبير من موظفيهما فيما جمّدت مجموعة «أمازون» عمليات التوظيف.
وما إن استحوذ إلون ماسك رئيس شركة «تيسلا» وأغنى رجل في العالم، على منصّة «تويتر» حتى قام بتسريح نحو نصف موظّفيها البالغ عددهم 7500. وتعاني المنصّات الإلكترونية التي يرتكز نموذجها الاقتصادي على الإعلانات، خصوصًا من خفض المعلنين إنفاقهم على خلفية التضخم العالمي وارتفاع معدّلات الفائدة.
وتراجعت الأرباح الصافية لمجموعة «ميتا» إلى 4,4 مليار دولار في الفصل الثالث من العام (-52% على أساس سنوي).
وأشار زاكربرغ أواخر أكتوبر الماضي إلى «أننا نواجه اقتصادًا كليًا متقلبًا وازدياد المنافسة وخسارة إعلانات وتزايد تكاليف استثماراتنا الطويلة الأمد»، مشددا على أن «آفاق منتجنا تبدو، مما أشاهد، أفضل حالا مما تشير إليه بعض التعليقات». وتراجع سهم المجموعة في اليوم التالي بنسبة 24,56% في بورصة وول ستريت.