يراهن ماسك كثيراً على الأثر الذي تحدثه تغريداته على هذا الجيل
ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن إيلون ماسك، ثاني أغنى رجل في العالم، أجبر مهندسي شركة تويتر على تعديل خوارزميات المنصة لصالح تغريداته بعد تهديدهم بفصلهم عن العمل، وذلك لأن تغريداته لا تحصل على القدر المطلوب من التفاعل والانتشار وفقاً لهواه.
ولم تحقق تغريدات ماسك حول مباراة في بطولة كرة القدم “سوبر بول” الأمريكية، نسبة تفاعل ترضيه، بينما حاز فيديو نشره الرئيس الأمريكي جو بايدن بنسبة تفاعل أعلى. ووفقًا للصحيفة، قام ماسك بتهديد المهندسين بفصلهم إذا لم يقوموا بتعديل الخوارزميات بما يضمن لتغريداته المزيد من الانتشار والتفاعل. وتم إجراء التعديلات بناءً على طلب ماسك، الذي اشترى تويتر العام الماضي، وعمد إلى إجراء تغييرات عدة في هيكل الشركة وخفض الإنفاق، بما في ذلك فصل الموظفين.
وذكرت «إندبندنت» أن فيديو بايدن نال 29 مليون انطباع، فيما لم تستقطب تغريدة ماسك سوى 9 ملايين. وأضافت أن ماسك بعد أن رصد مستوى التفاعل مع تغريدته أمر مهندسي «تويتر»، بتغييرات في خوارزميات «تويتر» على النحو الذي يضمن لتغريداته قدراً أكبر من التفاعل.
تهديد الموظفين
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن ماسك توجه بنفسه إلى مقر «تويتر» في ولاية سان فرانسيسكو ليتحدث مع المهندسين شخصياً بالمكتب. وقام ماسك بالتهديد بأنهم قد يفقدون وظائفهم إذا لما ينجحوا في حل مشكلة التفاعل مع تغريداته. وأضافت الصحيفة أن المهندسين أجروا تغييرات في خوارزميات المنصة بما يضمن حصول تغريدات ماسك عبرها على الضوء الأخضر، أي أن تتجاهل آليات الترشيح في المنصة التي ترشح التغريدات لاختيار أفضلها لمنحها أولوية النشر.
وذكرت الصحيفة أيضا أن ماسك قد فصل بالفعل مهندسا في «تويتر» بتاريخ العاشر من فبراير الجاري بعد أن قال له الأخير أن الناس قد بدأوا يفقدون اهتمامهم بتغريداته.
وكان ماسك قد فصل أيضاً بعض الموظفين من مصنع شركته «تسلا» لإنتاج السيارات الكهربائية في مدينة «بوفالو»، بولاية «نيويورك» يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد أن دشنوا حملة لتنظيم اتحاد للعاملين. وأفادت الصحيفة بأن إدارة المصنع أرسلت خطابات الفصل إلى الموظفين المفصولين بعد يوم واحد فقط من تدشينهم للحملة، وذلك بدعوى أن تسجيل اجتماعات في مكان العمل من دون الحصول على ترخيص من كافة الجهات المعنية يُعد انتهاكا لقوانين العمل في «نيويورك»، وكذلك قوانين العمل الفيدرالية بالدولة.
«أنا إيلون»
وذكر الكاتب الأمريكي ديفيد فرم في مجلة «ذا أتلانتيك» في مقال له مؤخراً: «تويتر يحتضر أمام أعيننا، والأسباب ليست طبيعية، وإنمّا بسبب مالكها الحالي إيلون ماسك. فالأنا عنده واندفاعه وعدم انضباطه الذاتي هي الأسباب المباشرة لانحدار توتير. الشركة تنفّر المعلنين، وتتخلص من المستخدمين ذوي القيمة العالية، وتجذب المتصيدين المجهولين الذي يُفترض أن ماسك يريد تثبيطهم».
